استجابة للضربات الجوية الامريكية الاحيرة على الحوثيين المدعومين من ايران في اليمن، ظهرت فصائل مسلحة جديدة في العراق، متعهدة بالدفاع عن العراق واليمن من خلال الجهاد.
وقدمت نفسها أولى المجموعتين، المعروفة باسم قوات درع العباس الاستشهادية في فيديو يظهر فيه متحدث مقنع ورجلين مسلحين. المتحدث، الذي تم تحديده على أنه كرار فتاح السبيحاوي، الأمين العام للمجموعة، حدد أهداف المجموعة على أنها “حماية العراق والذين” وحث العراقيين، ولاسيما أولئك في قوات الحشد الشعبي (ذو الأغلبية الشيعية) على الاضمان إلى مشروع الجهاد”
لغة المتحدث الضعيفة الأخطاء النحوية، بالإضافة إلى لهجته العراقية السورية المتبعثرة، أثارت الشكوك حول مصداقية المجموعة وكشف تحقيق قامت به قناة السومرية الإخبارية أن السيباوي كان على صلة بجماعات متطرفة أخرى في السابق وقد أعرب عن رغبته في “تحرير مقام السيدة زينب من الإدارة السورية الجديدة”. أصدر فصيل آخر، بكتائب نداء القدس بياناً في 16 مارس موجهاً إلى زعيم أنصار الله الحوثيين عبد الملك الحوثي، وأعلنوا استعدادهم لاستهداف المصالح الأمريكية بأمره، وأدان البيان الولايات المتحدة لجرائمها المرعبة ضد الشعب اليمني وتعهد أن يدفعوا ثمن جرائمهم.”.
بينما ذكرت وسائل الاعلام المحلية عن ظهور هذه الفصائل الجديدة، لم تذكرها القنوات الرئيسية الموالية لإيران على تيلجرام، مما اثار الشكوك حول مصادقيتها وعن حقيقة ارتباطها بجماعات مدعومة من إيران.
وردا على ظهور هذه الفصائل الجديدة، قال عضو في الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية وهي مظلة تمثل الميليشيات العراقية المدعومة من إيران، إن المجموعة سوف تجتمع لمناقشة موقفها في الأمر. تلقت الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية تحذيرات من شخصيات حكومية وسياسية من المشاركة في الحرب اليمن خوفا من أن تثير ردا أمريكيا يتمثل بضربات جوية مباشرة على الميليشيات العراقية.

كما حذرت النائب العراقي إسكندر وتوت من أن الفصائل العراقية التي تتدخل غي اليمن قد تتعرض لضربات جوية الأمريكية وعقوبات اقتصادية. وحث الحكومة العراقية والحلفاء السياسيين للفصائل المدعومة من إيران للضغط على الميليشيات وقادتها لتجنب اي تصعيد، مشيرا إلى أن مثل هذه الإجراءات لن تكون في مصلحة العراق قد تضر يأمنه واقتصاده ومكانته السياسية.
لقد أثار تشكيل هذه الجماعات أسئلة حول غرض هذه التشكيلات الجديدة، وهل هناك أطراف خارجية وراء إنشائها، وكيف ستتعامل السلطات العراقية معها. تاتي ظهور هذه المجموعات في وقت تضغط فيه الولايات المتحدة الحكومة العراقية على حل جميع الفصائل الموجودة في البلاد لا سيما تلك المرتبطة بإيران او ما يعرف باسم “محور المقاومة” هناك على الأقل اربعة مجموعات جديدة تم إعلان عنها هذه العام. هذه المجموعات هي احدث ما ظهر في العراق بعد تأسيس تشكيلات يا علي الشعبية في أوائل مارس، والتي تعهدت بشن حملات استهدافية منهجية ضد لاجئيين والعاملين السوريين في العراق، ردا على الأحداث الطائفية في الساحل السوري.
اتهمت “جبهة يا علي الشعبية” الحكومة العراقية بميلها إلى ما وصفته ب “الإهابيين”، وقالت إنها اتخذت على عاتقها طرد السوريين من العراق بحجة أنهم “خلايا نائمة” للإرهاب.
وظهر مقطع فيديو لأعضاء “جبهة يا علي الشعبية” يقتحمون أماكن عمل السوريين وقامو بفحص هواتفهم الشخصية واعتداءهم وإهانتهم عندما تم العثور على اي محتوى يتعلق بالإدارة السورية الجديدة أو رئيسها أحمد الشرع. قبل ذلك وتحديدا في 14 فبراير 2025، تم إعلان عن تشكيل “قوة برهان”، والتي ادعت مسؤوليتها عن الدفاع عن الأرض والشعب ضد الاحتلال (الذي لم يذكر) داخل العراق وخارجه.

ووفقاً لبيانها، استمر الاحتلال في جرائمه، وسفك دماء الابرياء، وهجم على أرضنا والمواقع المقدسة، مع تجاهل القوانيين الدولية والاتفاقيات الإنسانية في مواجهة هذه العدوانية المستمرة ونؤكد أن حق الدفاع عن النفس مشروع، أن الشعب لن يقف مكتوف الأيدي في وجه هذه الجرائم.
في تعليق على تزايد أعداد منظمات “المقاومة” الجديدة قال عصام الفيلي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة المستنصرية، للعربي 21 إن أولئك الذين شكلوا هذه الفصائل كانوا يوجهون رسالة إلى الدول الغربية أكثر من العراق نفسه، لأن هناك إحتكار إقليمي بمثابة عقد مرتبط أيديولوجياً بمفهوم ولاية الفقية وأعرب الفيلي عن اعتقاده بأن تشكيل مثل هذه الفصائل في هذا الوقت هو أمر مؤقت مرتبط بطبعية الضغوط التي تتعرض لها إيران من قبل القوى الخارجية.
من وجهة النظر عملية اقترح الفيلي أن الدستور العراقي يحظر تشكيل اي جماعات مسلحة خارج الدولة، وبالتالي فإن الحكومة ملزمة بفحص وتحقيق هذه الجماعات، لأن قضيتها تشكل تهديداً لمكانة العراق الدولية” .وأشار الفيلي إلى أن تشكيل الميليشيلت الجديدة هو باب للإفساد في العراق في وقت تتجاهل فيه الحكومة جميع الرسائل التي تتلقاها من الولايات المتحدة والجهات الدولية التي تسعى إلى إنهاء الميليشيلت الإيرانية في الشرق الأوسط.

لقد تشابه تشكيل هذه الجماعات مع مجريات الأحدث عقب اغتيال نائب رئيس قوات الحشد الشعبي، ابو مهدي المهندس وقائد قوات فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني وظهرت عدة فصائل مسلحة بعد هذه الاغتيالات وأجرت عمليات ضد القوات الأمريكية في العراق، شملت هذه الفصائل: أصحاب الكهف، عصبة الثائرون، سرايا ثورة الثانية، مجموعة ثائر المهندس، قوات ذو الفقار، أولياء الدم، سرايا المنتقم، قاسم الجبارون، والغاشية، ويعتقد أنها اقنعة لميليشيات اُخرى معروفة في العراق ومن المحتمل أن التاريخ يتكرر نفسه مع ظهور جماعات جديدة تختبئ وراءها منظمات معروفة.