قد شاهدنا الضربات الجوية التي تستهدف الحوثيين في اليمن تصدرت عناوين الأخبار الدولية في الأسابيع الأخيرة، ولكنه الان شهدنا هذا الأسبوع تكثيف جهود مكافحة الإرهاب ضد تنظيم القاعدة وربما تنظيم الدولة الإسلامية أيضا.
أشار الموقع الإخباري “الساحل الغربي” إلى غارة جوية مساء الأحد (12 أبريل)، ووقع هذا الحدث بعد أقل من 24 ساعة من مقتل “قيادي بارز تابع لتنظيم القاعدة بمحافظة شبوة”. ووفقًا لهذا التقرير، قُتل سائق سيارة من نوع هيونداي، أبو ناصر الكربي، في هذه الغارة وهو قيادي بارز في تنظيم القاعدة و مسؤول عن شبكة تهريب وممكن كمان مزاعم اختطاف الأجانب . يأتي ذلك عقب حملة غارات جوية مكثفة في اليمن بدأت قبل أكثر من شهر.
وفي الماضي قد استهدفت هذه الضربات قوات الحوثيين بسبب عدوانهم المطول على السفن الغربية في البحر الأحمر ولكنه في 12 أبريل, أفادت مصادر مختلفة على منصات التواصل الاجتماعي أنه تم استهداف سيارة في معسكر النصر في عتق بمحافظة شبوة في اليمن.

وأشار الصحفي اليمني محمد بن فيصل إلى احتمال مقتل شخص آخر يُدعى محمد يحيى قاسم العماري في هذه الغارة. ولم يتضح بعد ارتباطهم، إلا أن محمد بن فيصل ذكر مؤخرًا في 13 أبريل أن أجهزة مكافحة الإرهاب نفذت عملية في محافظة شبوة، أسفرت عن مقتل عضوين يزعم أتباعهم لداعش، بينهم أبو زيد الهادي اليافعي وأبو إبراهيم الحضرمي.
كرّر فهد عباد البغدادي، الذي يعني اسمه “كشف أتباع [الزعيمين السابقين في داعش] البغدادي والهاشمي” ادعاءه بالانتماء إلى داعش في تعليق نشره حسابه على منصة روكتشيات في 14 أبريل/نيسان. وذكر فهد عباد البغدادي في تعليقه “الأحداث الأمنية” التي وقعت خلال “اليومين الماضيين” في مدينة عتق بشبوة. كما ذكر أن أبو زيد اليافعي وأبو إبراهيم الحضرمي، اللذين يُفترض تورطهما في المداهمة الأمنية، كانا “بلا شك” أعضاءً في داعش. وأضاف البغدادي أن هدف المداهمة كان على الأرجح عضوًا بارزًا في داعش، لكنه أقرّ بأن هذا لم يُؤكّد بعد.
مع ذلك، أفادت تقارير محلية بأن قوات الأمن التابعة لقوات الانتقالي الجنوبي الانفصالية المدعومة من الإمارات قتلت قياديًا في تنظيم القاعدة خلال حملة أمنية في منطقة عتق. وُصف هذا القيادي المزعوم في تنظيم القاعدة في التقارير بأنه أبو زيد الهادي اليافعي، وهو على الأرجح نفس اسم تنظيم داعش المذكور في تعليق فهد عباد البغدادي.
جثة شابٍّ
الإضافة إلى هذه العملية فلقد تبعتها نشر منشوراتٌ عديدة، وبينها صورة جثة شابٍّ مُقيّدٍ في مقدمة مركبةٍ تابعةٍ لمكافحة الإرهاب، عُرضت أمام أعين المجتمع المحلي.

ثار الفيديو غضبًا واسعًا، حيث عبّر ناس اليمن عن صدمتهم واستيائهم بشأن وحشية الصوار. وبينما اعتبرت قوات المجلس الانتقالي الحادث إنجازًا أمنيًا، فعلى العكس أدانت منظمات حقوق الإنسان الحادث ووصفته بـ”الجريمة البشعة”.
قالت منظمة “سام” للحقوق والحريات إن المشاهد المروعة المتداولة من محافظة أبين والتي أظهرت قيام عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي بالتجوال في شوارع المدينة وهم يحملون جثة أحد القتلى مربوطة إلى مقدمة الطقم العسكري، تشكل جريمة بشعة وانتهاكا صارخا للقانون.
ولم يعلق تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ولا تنظيم الدولة الإسلامية على هذه التقارير، ولم يلاحظ أن مؤيديهما على الإنترنت ناقشوا الحادث.
“المطاردة الجوية”ضد قادة الإرهاب في اليمن
من الواضح أنه نشاهد “المطاردة”ضد قادة الإرهاب في اليمن الان. ولا شك أن هذه الحملة المطولة والمتنامية عالميًا ستُثير قلق من بين كبار المتشددين المرتبطين بكلا التنظيمين بشأن من سيكون التالي.