حسم: هل نشاهد رجوعها ام الدعاية؟

لما نتكلم عن “حسم” فنتكلم عن حركة سواعد مصر وهي متعلقة بجماعة الإخوان المسلمين التي تقع بمصر ووقد صنفتها مصر ودول أخرى كمنظمة إرهابية. ويعود عدم نشاط الحركة في السنوات الأخيرة إلى مشاكل أمنية، بما في ذلك تفكيك العديد من خلاياه والاستيلاء على مخابئ الأسلحة التابعة له. كانت آخر عملية نفذتها الحركة عام ٢٠١٩، عندما اتهمتها السلطات المصرية بالتخطيط لتفجير سيارة مفخخة قرب المعهد القومي للأورام وسط القاهرة. أسفر هذا الهجوم عن مقتل ٢٢ شخصًا وإصابة العشرات.

نُشر مؤخرًا مقطع فيديو من ليبيا بشان حركة “حسم”، حيث يقوم جنودها بتدريب عسكري. أثار هذا الفيديو تساؤلاتٍ عديدة حول نوايا الحركة وقدراتها. لكن بحسب باحثين ومصادر أمنية فإن هذا الفيديو قديم، تم تصويره قبل سنوات في أحد معسكرات الحركة المتمركزة في ليبيا، وهو من أرشيف “إدارة الإعلام العسكري” التابعة للحركة.ويعتقد أن نشر هذا الفيديو هو بمثابة حملة دعائية لتحريض المجموعات المحلية في الحركة واستفزازها للثورة ضد الدولة.

مقطع فيديو لحركة “حسم” (مصدر: باشا)

وفي الفيديو قام عدد من عناصر المجموعة الملثمين و بتدريبات عسكرية بالذخيرة الحية وفي خلفية الفيديو ظهرت راية بيضاء مكتوب عليها كلمة “حسم”. في وفي بيان آخر، أوضحت الحركة “إننا نشهد مرحلة جديدة في المنطقة، وقد تغيرت موازين القوى، كما تغيرت المصالح والأهداف”. وهددت الجماعة أيضًا بمواصلة نشاطها المسلح ما لم تفرج السلطات عن المعتقلين المرتبطين بالحركات الإسلامية.

وأعلنت الحركة أيضًا أنها “عادت بعد فترة انتظار وترقب”. وادعت أنها استغلت هذه الفترة لإعادة تنظيم صفوفها وتحديد أهداف جديدة “للمرحلة الحاسمة القادمة”. رغم هذه الادعاءات، يعتقد الخبراء أن قدرات الحركة أضعف مما كانت عليه سابقًا. كما يعتقدون أنه من غير المرجح أن تحقق الحركة تأثيرًا استراتيجيًا أو عملياتيًا واسع النطاق. الأسلحة الظاهرة في الفيديو كانت أسلحة خفيفة، ولا تشير إلى تحسن ملحوظ في قدرات الحركة التكتيكية.

أوضح مساعد وزير الداخلية المصري السابق، اللواء محمد نور الدين، أن نشر الفيديو كان ذا طابع استراتيجي، وتزامن مع الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو. ويُعتقد أساسًا أن هذه كانت محاولة من الجماعة للإعلان عن وجودها بعد سنوات من الفشل. ويعتقد أن هذا الفيديو كان محاولة فاشلة لتسليط الضوء على “الجناح العسكري لجماعة الإخوان المسلمين”، وأنه لن يؤثر على الوضع الأمني ​​في مصر أو المنطقة.

صورة لجنود مسلحين من حركة “حسم” يحملون علم الحركة. (المصدر: ميمري جي تي تي إم)

أجرى الباحث العسكري والأمني ​​محمد منصور مقابلة مع قناة سكاي نيوز عربية، وصرح بأن الأسلحة التي ظهرت في الفيديو الأخير كانت أسلحة عادية، مثل الرشاشات المتوسطة، وقاذفات القنابل، ومدافع الهاون، وقاذفات الصواريخ المضادة للدبابات. كما صرّح منصور بأن الفيديو لا يشير إلى أن “حسم” تُشكل تهديدًا أكبر بقدرات تكتيكية مُحسّنة.

من الجدير بالذكر أن الفيلم صُوّر في ليبيا، لذا من المحتمل أن الحركة تسعى لاستغلال حالة الفوضى الأمنية في بعض مناطق ليبيا. وبغض النظر عن ادعاءاتهم، فمن غير المرجح في الواقع أن يزيد هذا الفيديو من دعم حركة حسم.

Related Post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *