قد أصدر تنظيم القاعدة في اليمن رسالة أمل وصمود بمناسبة عيد الفطر، معترفاً بمعاناة الفلسطينيين الموجودين في غزة وتبرز إشارات مشجعة على تقدم المقاتلين في الصومال ومنطقة الساحل.
وفي بيان من ثلاث صفحات أصدره في 30 آذار عبر قنواته على مواقع التواصل الاجتماعي، قدم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية تحيات بمناسبة عيد الفطر للمسلمين في أنحاء العالم، كما أعرب عن تضامنه مع “المجاهدين” الذين يقاتلون في أجزاء مختلفة من العالم.
اعترف البيان بالمصاعب التي يواجهها المسلمون في غزة ومناطق أخرى من العالم، لكنه تحول إلى اسلوب أكثر أيجابيا بشكلا سرعياً وذكر”بشائر” وإشارات إيجابية من الجماعات المسلحة في الصومال ومنطقة الساحل. ومن المثير للاهتمام أن البيان لم يبرز الوضع في اليمن في اسلوب إيجابي، نظراً للمصاعب التي يواجهها مقاتلوه، وضعف نجاح في العملياته نسبياً خلال الأشهر الأخيرة.
أشار تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية إلى أن عيد هذا العام يُمثل لحظة مهمة للسوريين، الذين يحتفلون بأول عيد لهم دون حكم الرئيس بشار الأسد. ومع ذلك، امتنع التنظيم عن الإشادة بالحكومة الحالية التي يقودها الإسلاميين في سوريا، مما يبرز التبرم بين الإسلاميين المتشددين وتنظيم القاعدة من عدم تنفيذ بالشريعة الإسلامية بشكل كامل . في البلاد. كمان لم ذكر التنظيم بالمصاعب التي واجهها مقاتلوه السابقين في تنظيم حراس الدين. فقد أعلن التنظيم تحقيق مهمته في وقت سابق من هذا العام وتم حل المجموعة في وقت لاحق لكن وتعرض المقاتلين المتحالفين مع التنظيم لغارات جوية أمريكية متواصلة، ما أسفر عن مقتل عدد من قياداته السابقين في عام 2025.

كما أبرز البيان احتفال عيد الفطر السابع في ظل حكم طالبان في أفغانستان، وانتصار وصفه تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بانتصار للمسلمين في البلاد. ودعت الجماعة إلى تحقيق انتصارات مماثلة للجماعات المسلحة في الصومال ومنطقة الساحل، حيث تنشط حركتا الشباب ونصرة الإسلام والمسلمين التابعتان لتنظيم القاعدة.
تُعتبر حركة الشباب وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين من أنشط مجموعة تنظيم القاعدة وأكثرها فتكًا في العالم، و كانتا مسؤولتين عن العديد من الهجمات في السنوات الأخيرة. ومن المرجح أن إشارة الجملات في البيان “أنباء الانتصارات” و”بوادر الفتوحات” في الصومال ومنطقة الساحل تهدف إلى رفع معنويات في ما بين أنصار الجهاديين والمتعاطفين. وفقا للمشككون من الممكن ان رسالات التنظيم الإيجابية بشان نجاحات فروعه الأفريقية إنما هي رسالة أملٍ في ألا تسعى العناصر “الناجحة” المتبقية المرتبطة بتنظيم القاعدة إلى الانفصال مثل هيئة تحرير الشام. كانت هيئة تحرير الشام مرتبطةً سابقًا بالقاعدة، لكنها أدانت هذا الارتباط علنًا قبل هجومها الذي شهد تولي زعيمها زمام الأمور في النظام السوري الجديد. ومن معتقد أنه توجد مخاوف لدى كبار قادة القاعدة من أن تحذو حركة الشباب وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين حذوها في مساعيهما لإقامة أراضٍ إسلامية في الصومال الكبير ومنطقة الساحل.

واختتم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بيانه بالدعاء من أجل إطلاق سراح جميع السجناء المسلمين ذوي الانتماءات الإسلامية أو الجهادية المحتجزين بتهم تتعلق بالإرهاب، وإزالة جميع “طاغوت” من الأراضي الإسلامية.
وتعتبر هذه الرسالة محاولة من جانب تنظيم القاعدة لتقديم شعور بالتفاؤل والزخم، على الرغم من التحديات والنكسات الكبيرة التي واجهتها في السنوات الأخيرة.