في ضل الصراعات المستمرة في منطقة الشرق الأوسط و رغم أختلاف المصالح وتكون التحالفات الجديدة ما زال تنظيم ما يسمى “الدولة الأسلامية” او تقتصر تسميته “الدولة” لدى مناصري التنظيم و يعرف لدى أغلبية العموم بداعش او تنظيم داعش.
يحاول جاهدا أبراز نفسه كقوة مؤثرة لها وزنها ومكانتها في وقتنا الحالي, فرغم الحملة العسكرية التي قسمت ضهر التنظيم والتي انتهت بفقدانه السيطرة على جميع مناطقة في الشرق الأوسط بداء يتغلغل في ادغال أفريقيا وكهوف الصومال و جحور أفغانستان.

ولكن قبيل ان نتعمق في التشكيلة الحالية لداعش يجب علينا ان نلمح بأن البصمة الرقمية للتنظيم على المنصات المختلفة ما زالت تساهم في نشر أفكاره و ايدولجياته والتي بدورها تحث ليل نهارا على العمليات الأرهابية سواء كانت طعن او تفجير او دهس او اطلاق نارا بشكل عشوائي على افراد او مجموعات لا ناقة لهم ولا جمل في الحرب ضد التنظيم.
ولكن في الأوانة الأخيرة ومع تمكن الأجهزة الامنيه المختلفة من إجهاض العديد من العمليات الأرهابية, قامت عدة مجموعات على الأنترنت أغلبها لا تتبع جهات أمنية او حكومية تقودها مجموعات من النشطاء الذين يوظفون خبراتهم التقنية في اختراق مواقع او حسابات تابعة للمجموعات المناصرة للتنظيم.
فلقد وجد أنصار التنظيم انفسهم في حرب الكترونية مع خصماً ذو خبرة تقنية عاليه جداً وتفوق ملحوظ في اختراق وهجمات الحرمان من الخدمة (ديدوس).

فمثلا نجد مواقع بارزة داعش ك ‘الاعلام’ و ‘الرعود’ إختفت تماما في السنة الماضية و هذا التراجع الرقمي يشبه سقوطهم في الارض منذ ايام باغوز. الوضع يغيّظ مناصري داعش الذين لا يستطيعون الوصول الى مواد إعلامية او مواقع لداعش.
يفتقر وجود داعش على الإنترنت إلى أي مصداقية على الإطلاق,فلقد اخذ مناصرو التنظيم من ملاذهم الرقمي ساحة لتكفير بعضهم البعض والمنازعة لبسط نفوذهم الشخصي بدلا من نشر أخبار او إصدارت تابعة لداعش حتى وكالة ناشير للأنباء المشهورة تواجه جدلا واتهامات بالفساد بسبب نشر مواد غير رسمية.
لكن الإجابة الوحيدة من قيادة داعش هي الصمت لأنهم لا يعلقون أو يقدمون القيادة في هذه الأمور, من ما جعل من مناصبهم محل للسخرية لأن غيابهم في هذه الفترة جعل الوضع أسوأ وزاد الطين بله.
هذا الجو المشحون بعدم الثقة والقلق والكبريأ موجود جنبا إلى جنب مع نقص القدرات التقنية من قبل داعش مقارنة مع أولئك الذين يعملون ضدهم عبر الإنترنت يشير إلى فقدان داعش لنظام قيادة أو استراتيجية رقمية متماسكة.