في ضوء مقالتنا الأخيرة عن القاعدة في جزيرة العرب، نستمر في هذا الشهر المناقشة حول الأزمة الأساسية بين صفوف التنظيم وسوف نركز على عدم وجود التمويل او الخبرة او حتى قيادة قوية وبالإضافة إلى ذلك التدهور الملحوظ في إيديولوجية التنظيم بشكلٍ عام.
من الواضح أن الأزمة في غزة تؤدي إلى تغيرات عظيمة للمجموعات الإرهابية مثل تنظيم داعش والقاعدة في جزيرة العرب. كلتا المجموعتين فشلتا في التعامل مع الأزمة بطريقة مناسبة في سياقهم. المحاولة الأخيرة من تنظيم القاعدة للتعاون مع الحوثيين الذين لا يزالون تحت نفوذ إيران سيعرض التنظيم لآثار سلبية وستبقى تلاحقهم على المدى الطويل. تشكل هذه المحاولة جزء من الجهود لتحسين العلاقات بين المجموعتين منذ وفاة الظواهري في كابل وتعيين سيف العدل في منصب أمير القاعدة على الرغم من أنه يعيش في إيران.
آب 2021 – تم تعيين سيف العدل عندما كان تحت الإقامة الجبرية في المنزل ومنع اي هجوم ضد إيران بهدف تشكيل فرقة المقاومة على نطاق واسع.
تشرين الثاني 2021 – شرح أمير القاعدة في جزيرة العرب خالد باطرفي أن التنظيم كان يخفض العمليات ضد الحوثيين وأشارت تقارير إلى وجود عدم الرغبة للقيام بعمليات في منطاق معينة.
نيسان 2022 – نشر تنظيم القاعدة فيديو عن الإستخدام الأول من طائرات بدون طيار مسلحة الأمر الذي أشار إلى أنه يستلم المساعدة والإستثمار من مصادر خارجية.
آب 2022 – نُشرت صور عن وجود سيف العدل في إيران وثبتت هذه الصور العلاقات القوية بين تنظيم القاعدة والبلد.
كانون الثاني 2023 – كان هناك إجتماع بين بطارفي والشخصيات البارزة من قيادة القاعدة في جزيرة العرب لموافقة على وقف كل الهجمات ضد الحوثيين.
أيار 2023 – كان هناك زيادة كبيرة في عدد الطائرات بدون طيار المسلحة التي تملكها القاعدة في جزيرة العرب ولوحظ تطورها من ناحية تسليحها وحمولتها ايضاً مما أشار إلى أن وحود طريق تموين جديد.
تشرين الأول 2023 – نُشر فيديو عن مناقشة بين أعضاء القاعدة في جزيرة العرب والحوثيين حول إستخدام طائرات بدون طيار والمتفجرات.
كانون الأول 2023 – نشرت القاعدة في جزيرة العرب إصدار جديد من مجلة “اينسباير” بهدف تشجيع أنشطة الحوثيين في البحر الأحمر والتدخل من حماس في إسرائيل بالمساندة من إيران. كانت المجلة أول إصدار من نوعه منذ 2017 ولكن كان هناك عدة مشاكل حول الترجمة وإستخدام الكثير من المواد القديمة. تبرز الجودة السيئة من الإصدار النقص الشديد في التمويل للمجموعة وعدم وجود قائد او كادر متمكن.
كانون الثاني 2024 – بدأت القوات الأمريكية والبريطانية الغارات الجوية في اليمن. من المحتمل أن إيران حاولت لإستغلال هذا الوضع لتحسين نسبة التعاون بين المجموعات في فرقها المقاومة مثل القاعدة في جزيرة العرب والحوثيين.
شباط 2024 – نُشر فيديو ثاني من مجلة “إنسباير” ولكنه كان أقصر بالكثير من الإصدار السابق. ركز الفيديو الجديد على أيديولوجية إبراهيم القوصي والكثير من المواد في الفيديو كانت من الفلم الأميركي “ملكوت السماء”.
تشكل كل هذه الأحداث أدلة واضحة على النفوذ الإيراني المتزايد على القاعدة في جزيرة العرب عن طريق علاقاتها مع سيف العدل والتعاون بين القاعدة في جزيرة العرب والحوثيين. ولكن من الغريب أن كلتا المجموعتين هما جزء من السياسة الإيرانية الخارجية على الرغم الإختلاف الكبير بينهما وإيران في مجال الدين. من الواضح أن هناك حوالة فوضى عارمة وراء الكواليس بين صفوف القاعدة في جزيرة العرب بسبب الإقتتال الداخلي وعدم وجود القيادة القوية.